هل أنت وردة أم درة ؟
***********
نظرتُ إلى تلك الوردة الحمراء وهي تتلألأ حسناً وجمالاً...
اقتربت منها والعبير يفوح منها..
كانت تتهادى رونقاً بمداعبة النسمات العليلة...
وتتراقص مسرورة بذلك الجمال والبهاء...
لحظة مرت... وإذا بيد تمتد إليها..
قطفتها..
واستنشقت عبيرها..
عبثت قليلاً بأوراقها ثم ألقتها في الطريق...
لتدوس عليها الأقدام..
القصة ليست قصة وردة حمراء ذبلت وانتهت...
بل ..
إنها قصة أخرى ذات مغزى أكبر وأعظم..
إنها قصة لا تحمل في نهايتها نهاية وردة..
بل.. نهاية حياة بأكملها..
نهاية عفاف..
أختي الغالية..
تخاطرت هذه البداية إلى ذهني لتطابق المعنى وتطابق الصورة..
فتاة أنعم الله بالجمال والكمال.. فلم ترع هذه النعمة بالعفاف والحجاب..
تخلت عن لباس الستر ولباس الطهر والعفة..
راحت تتبختر وتتمختر في الأسواق بتلك العباءة التي سمتها حجاباً..
ولو نطق الحجاب لتبرأ منها..
تفوح منها رائحة ذلك العطر وكأنها تريد أن يصل إلى كل أرجاء ذلك السوق..
تتلاطف مع ذلك البائع.. وتبتسم لآخر..
اغترت بذلك الجمال ونسيت أن ربها وهو من أعطاها ذلك الجمال قادر على أن يحرمها منه في أي لحظة...
حتى فقدت كل شيء..
حياءها وعفافها والأدهى من ذلك فقدت إيمانها..
غاليتي..
لا أظنك ترغبين في أن تكون هذه نهايتك في يوم من الأيام..
والأمثلة حولك كثيرة ومتعددة..
والقصص التي تروى حول هذا الأمر ملأت الآفاق..
فأين من يعتبر؟؟
قال تعالى: "فاعتبروا يا أولي الأبصار"..
غاليتي..
كيف يكون شكر النعمة أيكون بكفرها ونكرانها..؟؟
أم بتسخيرها في معصية من أنعم بها عليك..؟؟
أتجحدين نعمة ربك وتنكرين فضله..؟؟
أما علمت أن النعم تحفظ بالشكر وتزول بالمعاصي..؟؟
قال تعالى: "ولئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد"...
أختي.. لتشكري نعمة ربك بطاعته بها..
هذا الحجاب الذي فرض عليك لم يكن إلا حصانة لك وستراً وحفظاً لعفتك وطهارتك..
كوني كـالدرة في أعماق البحر.. لا تصل إليها أي يد.. ولا ينالها كل من يريد..
تذكري الجنة وحافظي على سترك..
تذكري النعيم وحافظي على عفافك..
تذكري الفردوس الأعلى وحافظي على حجابك...